معرض الكتاب الفرنكوفوني في بيروت في دورته ال21 ... احتفى بالكلمات والقصص

معرض الكتاب الفرنكوفوني

واحد وعشرون عاماً عمر المعرض الفرنكوفوني في بيروت. عقدان وعام عرف خلالها المعرض نجاحات وإخفاقات، لكنّه ظلّ مصمماً على التقدّم والتطور إلى أن غدا المعرض الفرنكوفوني الثالث عالمياً بعد باريس ومونتريال. وجاءت الدورة الأخيرة من المعرض بعنوان «كلمات وقصص» لتُشدّد مرة جديدة على أهمية الكلمات في حياة يطغى عليها صراخ عبثي وأصوات رشق وطائرات وانفجارات. من هنا، شكل موضوع «الحرب» جزءاً مهماً من نشاطات المعرض، إضافة إلى الأدب والفنون طبعاً. فأقيمت معارض عدة اتكأت على التاريخ كتيمة رئيسية، وكان هناك معرض رصد مئوية الحرب العالمية الأولى (1914-2014)، وآخر عن الحرب اللبنانية الكبيرة وأثرها في النصوص التاريخية والأدبية.
واحتلت الأحداث العربية الأخيرة حيزاً من برنامج المعرض المزدحم بين قراءات وندوات وتواقيع كتب ومعارض فنية، كما كانت حاضرة في عناوين بعض الكتب والروايات، منها رواية رشيد بو جدرة الصادرة حديثاً بالعربية والفرنسية «ربيع» (دار البرزخ وغراسيه)، وكتاب «سورية: الثورة اليتيمة» لزياد ماجد و«سورية الموعودة» لهالة قضماني (دار أكت سود)...
واستضافت الدورة الـ21 عدداً من الكتّاب الفرنسيين والفرنكوفونيين من كندا وبلجيكا وسويسرا ورومانيا.
وأُعلنت خلال المعرض جائزة «لائحة غونكور/ خيار الشرق» ( للسنة الثالثة على التوالي)، والتي يختار فيها طلاّب فرنكوفونيون من جامعات عربية مختلفة رواية واحدة من ضمن الأعمال التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة غونكور، على أن يحظى صاحب الرواية الفائزة بدعوة إلى معرض بيروت الفرنكوفوني في دورته المقبلة، وبترجمة عمله إلى العربية. وقد فازت هذا العام رواية الجزائري الفرنكوفوني كمال داود «مورسو، تحقيق مضاد» التي تستعيد أجواء رواية «الغريب» لألبير كامو بغية فتح ملف القضية الفرنسية/ الجزائرية بعد عقود على غلقها. علماً أنّ الفرنسية ليدي سالفير خطفت «غونكور» من داود الذي اعتبر واحداً من أهم المرشحين، ففازت بالجائزة الفرنسية الأعرق لعام 2014 عن رواية تستعيد فيها مناخات الحرب الإسبانية، وهي بعنوان «لا بكاء» (دار سوي الفرنسية).

المصدر: مجلة لها