أصدر الكاتب الساخر محمد المعتصم كتابه الجديد "مصر التى كانت فى المقطم"، رصد فيه حكم الإخوان المسلمين، بعد الفترة الانتقالية التى أعقبت ثورة 25 يناير، وكيف وصل الإخوان إلى الحكم بانتخابات تحولت إلى مهزلة احتار فيها الناخب بين عودة نظام قديم يمثله أحمد شفيق، واختيار نظام بديل خرج من عباءة تنظيم شكل بنيته على مبدأ السمع والطاعة يمثله محمد مرسى. ورصد المؤلف فى كتابه الساخر، مواقف الرئيس المعزول الذى وصل إلى سدة الحكم بفارق ضئيل، فاكتشف الناس أنهم لم يختاروا رئيسا ليحكم بل "عرض كومبو" يتضمن مرشدا عاما ونائبا له ومكتب إرشاد وقيادات فى التنظيم الدولى وشركاء تجارة وصناعة وحكام دول شقيقة وصديقة، يتدخلون فى أدق التفاصيل وأهم القرارات، التى كان بعضها يصل إلى قصر الاتحادية جاهزا على التوقيع، كما يرصد المؤلف كيف تحول مقر الحكم من قصر الرئاسة بمصر الجديدة إلى مكتب الإرشاد بالمقطم، الذى تحول إلى مركز إدارة مصر، لا قرار يصدر دون أن يمر عليه، ولا اتفاقية توقع إلا من خلاله، ولا قانون يمرر أو إعلان دستورى، الأمر الذى جعل أصحاب الحوائج والمصالح والراغبين فى التملق، والسفراء والبعثات الخارجية يغيرون وجهتهم، من الرئاسة ودواوين الحكومة ومجلس الوزراء والمحافظين، دهاليز الأجهزة الأمنية، إلى مكتب الإرشاد بالمقطم عند من بيده الحل والعقد، وصاحب الكلمة العليا كما يتحدث الكتاب عن عملية أخونة مفاصل الدولة، التى أراد لها الإخوان أن تتم وبدأوا فى زرع رجالهم فى كل مكان من الرئاسة إلى أجهزة الحكم المحلى، مرورا بكافة الأماكن التى تتيح تعاملا مباشرا مع المواطنين ومصالحهم الحيوية مثل الصحة والتموين والبترول والكهرباء، فضلا عن تدخلهم فى التعليم ووضع بعض التغييرات لبعض المناهج، ومحاولتهم السيطرة على الإعلام والضغط على ملاك القنوات الفضائية – وهى المحاولة التى لم تنجح- واختيار رؤساء تحرير الصحف الحكومية ويرصد الكتاب مشاهد مرت علينا وشخصيات احتلت الصورة خلال عام صعد فيه الإخوان إلى عرش مصر، مثل خيرت الشاطر وعصام العريان ومحمد البلتاجى وصفوت حجازى وحازم صلاح أبو إسماعيل وهشام قنديل، الذين تحولوا بعد وصول الإخوان إلى سدة الحكم إلى زكريا عزمى وصفوت الشريف وأحمد عز وكمال الشاذلى وأحمد نظيف وعاطف عبيد والمواقف التى كشفت نهمهم الشديد للسلطة. يذكر أن الكتاب هو الإصدار الثالث للمؤلف فى الأدب الساخر، بعد كتابه الأول "يا ثورة ما تمت" الذى رصد ضياع حلم الثورة فى بداياتها، وكتاب "ما ذنب النباتات" الذى تناول الإخوان ومرشدهم وجماعتهم.
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!