الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

أخبار الأدب والثقافةإصدارات وكتب أدبية › تنوع الخطاب في التشكيل العراقي المُعاصر

صورة الخبر: صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

هل ثمة مسافة معرفية بين عناء الفكرة وحرية الحركة؟ بين الكان والذي يكون تتوالى الثنائيات: الذات والموضوع، الخاص والعام، الضوء والوردة، الإنسان والآخر...

إنها جدليات الوجود، يفصح عنها عادل كامل حين اختار «المغامرة والتأسيس» وصفاً لمشروعه الموسوعي «تشكيليون من العراق»، بهذه العبارة بدأ الدكتور عبد الستار الراوي مقدمته لكتاب «الرسم المعاصر في العراق/ مراحل التأسيس وتنوع الخطاب» لمؤلفه عادل كامل وفيه يلقي بذاكرته الجمالية في مختبر الذائقة الذهبية..

فلا يستغرقه عنوان أو تأخذه دهشة الأسماء، إذ تتخطى اللوحة دائرة التجميل، وتنأى عن قيم المتوازيات المقننة سلفاً، فذاكرته الاستكشافية أو قل: المغامرة، لا تكف عن إثارة الأسئلة، والبحث عن التفارقات «على حد تعبير د. الراوي».

يتعرض الكتاب لنحو 470 فناناً تشكيلياً عراقياً معاصراً بدءاً من جيل الرواد أمثال جواد سليم، شاكر حسن آل سعيد، محمود صبري، فائق حسن، حافظ الدروبي، اسماعيل الشيخلي، واسماعيل فتاح... وانتهاءً بالجيل الجديد، وذلك عبر جملة من المعابر منها: الجانب النظري والعملي، والواقع العملي والتجارب الفردية، والجانب الاجتماعي، والبعد النفسي، والمخيلة وأثرها في العمل الإبداعي، والجانب السياسي، وجماليات الطبيعة والاتجاه، والأسلوب والتقانات، وخطاب التنوع، وفضاء التجريب.

يقول المؤلف عادل كامل إنه يهدف من كتابه الإشارة إلى الجوانب النظرية التي ظهرت خلال ربع القرن الماضي، تلك التي خلفت عدة أنماط فنية جديدة ومبتكرة، وذات صلة بالواقع العربي.

وفي المقلب الآخر (الجانب العملي) يهدف الكتاب إلى دراسة عدد من التشكيليين الذين حاولوا التعبير عن أفكارهم من خلال أعمالهم الفنية..

والذين ينتمون بشكل أو بآخر، إلى واقعية لها أسسها المعروفة عالمياً، ومع ذلك، لا بد من محاولة تلمس الدرب إلى مدرسة عربية في الفن التشكيلي وتأكيد وجودها، لاسيما وأن غالبية التشكيليين، درسوا بإمعان مكونات البيئة، والمناخ، والإنسان وحالاته وأوضاعه، وهو الطريق الصحيح الذي لا بد أن يفضي إلى نتائج أساسية. نتائج تتعلق بخلق وحدة (أو معادل موضوعي) بين الأفكار والتقانات (الأساليب).
يتفق المؤلف مع الفنان محمد شبعة الذي يرى أن الحركة التشكيلية العربية بدأت في وقت كانت فيه الثقافة العربية قد تلقت ضربة قاسية جمدتها لعشرات السنين، ومعنى هذا يؤدي بنا إلى أن بداية الحركة الفنية في العراق، أو في أي قطر عربي آخر، إنما هي تعبير عن ضرورة خلق الرؤية الجديدة، الرؤية المرتبطة بواقع متحرر، وعربي المصير.

وإذا لم يكن هذا الهدف قد تبلور عند كل الفنانين التشكيليين، فإن لهذا الهدف، بشكل عام، تأثيراً واضحاً في العديد من الاتجاهات الفنية. كما أن الاتجاهات الأخرى «الأكاديمية منها بالذات» قد تأثرت بهذا المنهج، وبالتالي نفهم إذن: أن الرسم المعاصر في العراق سعى ليبلور:

ـ أولاً: خلق الاتجاه الوافي فكراً.

ـ ثانياً: خلق القاعدة المدرسية الأكاديمية إلى حد ما والتي تُعبر بشكل ما من الأشكال عن تأثرها بالهدف الأول.

ـ ثالثاً: الطبيعة الفعلية للفن التشكيلي خلال ربع القرن الماضي وحتى الآن تقريباً، على الرغم من أن العديد من الاستثناءات، في أعمال فناني الستينات، والأعمال الأخيرة، تبقى في جملتها، خاضعة لواقع اجتماعي. أي لمعطيات اجتماعية، وما إلى ذلك، لكن الحقيقة التي تبقى واضحة..

وهي أن التمرد ضد (ذوق) هذا الواقع الاجتماعي هو الذي أسهم بشكل واضح في خلق كل هذه التجارب الرائدة، وضمنها هدفاً تجاوز الرؤية الآنية، لصالح رؤية ترتبط نظرياً وعملياً، بأجيال طليعية إن جاز القول، أو برؤية لا تتحدد بجعل الفن مجرد (ترف) أو لأغراض تزيينية. والفن بهذا المحتوى، لم يكن ديكوراً كما فهمت أو تفهم البرجوازية وظيفة الفن، وإنما كان على الضد من ذلك، محاولة للكشف عن رؤية تناسب تطلعات الطبقات الأخرى، الأكثر ارتباطاً بمصير الوطن والأمة.

المصدر: البيان

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على تنوع الخطاب في التشكيل العراقي المُعاصر

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
48567

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة