الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

أخبار الأدب والثقافةإصدارات وكتب أدبية › الربيع الأسود.. مصائب أهدرت الدم وذهبت بالأوطان

صورة الخبر: الربيع الأسود
الربيع الأسود

يعرض الكاتب عبدالعزيز خليل المطوع لحال العقل السياسي العربي وللمصائب التي حلَّت بجماهيره، جرَّاء سياساته التي أهدرت الدم وذهبت بالأوطان، ذلك تحت عناوين: المشهد العربي قبيل الثورة الربيعية سياسياً وإعلامياً، والمشهد العربي أثناء الثورة الربيعية: ثورة الجماجم البوعزيزية، الثورة على الثورة، وربيع عربي زائل، من أجل ربيع غربي مستدام، والمشهد العربي بُعيد الثورة الربيعية.

ومن ثمَّ ينتقد وبكثير من الألم والسخرية العقلية العربية وهي في متاهة الفكر والسلوك. فلمَّا أطلقت الولايات المتحدة الأميركية سراح أجندتها الشرق أوسطية الجديدة تحت مسمَّى: الفوضى الخلاَّقة أو الفوضى المنظَّمة، وواكب هذا الإطلاق الجريء تسريباتٌ معلوماتيةٌ تتحدَّث عن خارطةٍ جديدةٍ ودراماتيكيةٍ للشرق الأوسط المعذَّب، كان من أبرز الأسئلة المطروحة:

من الذي يجرؤ على إحداث فوضى ولو كانت منظَّمةً أو خلاَّقة في منطقة الأسد الأميركي الشرس، والمزروعة بعشرات القواعد العسكرية، وبعشرات الأنظمة السياسية الحارسة لمصالح القطب الأوحد؟

إنَّ القليلين الذين توقعوا وقوع الصاعقة التغييرية، كانوا ينتظرون طبول الحرب، ولكن أميركا المختلفة في كل شيءٍ، لا تتوقَّف عن مفاجأة الجميع، فكانت شرارة البداية محمولةً على عربة خضراواتٍ يجرُّها ويرتزق منها شابٌّ جامعيٌّ تونسيٌّ مغمورٌ وعاطلٌ عن العمل، فكان أن تلقى هذا الشاب صفعةً مؤلمةً من شُرطيةٍ..

أي من امرأةٍ - امرأةً تصفع رجلاً! فكانت الحرارة المتولِّدة من تلك الصفعة الإذلالية كافيةً، لا لإشعال نارٍ في جسد الشاب المقهور ليموت منتحراً حرقاً، بل لإشعال ثورةٍ شعبيةٍ عارمةٍ، ومن ثمَّ كان الموقف والقرار السياسي الأميركي والأوروبي المؤازران للجماهير التي أقامت طقوس تلك المظاهر التظاهرية عاملين شديدي المساعدة في إعطاء إشارة الإجازة للتغيير، فانتقل حرَّاس النظام الأمناء الأخلاء بطريقةٍ أوتوماتيكيةٍ إلى الجهة المقابلة.

ملامح الوحش

وهكذا، وبين عشيةٍ وضحاها، وكما خطَّطت أميركا وتوقَّعت، تناست الجماهير العربية ملامح الوحش الأميركي المتعجرف الدموي البغيض الذي كان وما يزال واقفًا في الخندق الإسرائيلي بدعمه اللامحدود سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وفيتوياً..
والذي أباد مئات الآلاف من العراقيين والأفغان والصوماليين، والذي دبَّر للعالمين العربي والإسلامي مئات المؤامرات والمخططات لإبقاء المنطقة العربية والإسلامية مجرَّد محطَّة استراحةٍ لقواعده العسكرية، ولمصالح شركاته العابرة للقارات.

ثمَّ يعتبر المؤلِّف عبدالعزيز خليل المطوع أن ما وُصِف من الكرنفالات والتجمعات والتظاهرات الجماهيرية على أنه ثورةٌ، لا يصنف علمياً تحت خانة الثورات؛ لأنَّ الثورات الحقيقية والصادقة تتفاعل وتنضج وتتفجَّر في الشروخ الفاصلة بين جنون الاستبداد وعبثية الطغيان..

حيث تحتمي الأنظمة السياسية الفاسدة والمستبدة وراء رعونة البندقية وقهر القضبان، وبين شجاعة المحاولة وصمود الإرادة حيث يعرِّي الشعب صدره ليواجه رصاص القمع وأسوار الإلغاء بفكرة التغيير وبيقَظَة الضمير.

صراع

وفي ما يخص المسؤولين الرسميين والسياسيين العرب، فإنِّهم برأي المطوع يتفرَّغون للصراع على المناصب، وعلى تقاسم النفوذ والثروة، وعلى تصفية الحسابات وعلى حماية المصالح الشخصية. أما العسكريون والسياسيون والإستراتيجيون الصهاينة الذين دائمًا ما تضع الحرب أوزارها المحسومة النتيجة لصالحهم..

فإنَّ مهماتهم لا تنتهي عند هذا المفصل الزمني، بل تبدأ على الفور جولةٌ جديدةٌ يستغلون فيها الوقت الثمين في إعادة تنظيم جبهتهم الداخلية وتهيئتها تقنياً وعسكرياً ونفسياً وفكرياً لصولةٍ قادمةٍ من حرب إبادةٍ جديدةٍ ضد أعدائهم التاريخيين من العرب والمسلمين..

وتبدأ مخططاتٌ جديدةٌ من أساليب إضعاف الخصم بتكثير نقاط ضعفه وتقليل نقاط قوته، ولو بالدسائس والمكائد؛ وأما الهدف القادم والأسلوب القادم والكمين القادم فلا أحد يمكنه تخمينه، لأنَّ الأجهزة المعلوماتية العربية أضعف من أن تتوصل إليه، ولأنَّ الإجرام والإرهاب الحقيقي لا حدود لآثامه ولا حدود لأطماعه، وهكذا تظل النتيجة المطلوبة صالحة الفاعلية ببقاء العرب الأعداء مهزومين نفسياً قبل أن ينهزموا عسكرياً.

أزمنة

وعلى هذا المنوال، تذهب السنين والقرون من أزمنة الأمة العربية هباءً منثوراً، كما تذهب جهودها وثرواتها وأجيالها هدراً في إعادة بناء الكونكريت والإسفلت الذي ستأتي إسرائيل أو أميركا أو ربَّما إثيوبيا بعد بضع سنين لكي تُحيله قاعاً صفصفاً.

الآلة الإعلامية

ويخلص بعد ذلك الكاتب إلى أنَّ فصول الزلزال السياسي العربي الأكثر قوَّة في التاريخ المعاصر، كانت الآلة الإعلامية فيها هي نجم المشهد التغييري، بحكم وجودها في قلب المشهد، لتطل عليه بنافذتها الواسعة جداً، معتبراً أنَّ هذه الإطلالة المزعومة لم تكن إلا جزءاً من عملية الخداع السياسي، لأنَّها لم تكن تعرض في الحقيقة سوى صورة صغيرة جداً وضيِّقة الزاوية من ذلك المشهد.

المصدر: البيان

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على الربيع الأسود.. مصائب أهدرت الدم وذهبت بالأوطان

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
85880

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة