الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

أخبار الأدب والثقافةإصدارات وكتب أدبية › قصة موجزة عن المستقبل.. العالم عام 2050 (عرض كتاب)

صورة الخبر: قصة موجزة عن المستقبل.. العالم عام 2050 (عرض كتاب)
قصة موجزة عن المستقبل.. العالم عام 2050 (عرض كتاب)

يمكنك التعامل مع هذا الكتاب باعتباره «حكاية خيالية» عن المستقبل، ويمكنك أن تأخذ أفكاره على محمل الجد، وتصدقها لو اقتنعت بالمنطق، الذي تبناه مؤلف الكتاب الفرنسي، جاك أتالي.

الكتاب يقدم رواية عما سيكون عليه العالم عام 2050، حيث يقتنع «أتالي»، الذي عمل مستشاراً للرئيس الفرنسي الراحل، فرنسوا ميتران، لأكثر من 20 عاماً بما كتبه، لكنه يشكك في الوقت ذاته في إمكانية توقع قصة المستقبل ذاتها، فهذا الذي لم يأت بعد لا يمكن التوقع به بصفة مبدئية، لأن «العديد من المعايير قد يؤثر على مساره، والعديد من المصادفات يمكنه تحويل واقعة محلية إلى واقعة عالمية سعيدة أو سيئة، وسيكون للعديد من الفاعلين رأي في الجغرافيا السياسية والثقافة والأيديولوجيا والاقتصاد لدرجة تجعل من المستحيل الإجابة عن أى من الأسئلة عن المستقبل، حتى القريب جداً».

ورغم هذا الإقرار المبدئي فإن الباحث الفرنسي، الذي يثق في كتبه التي تجاوزت مبيعات بعضها 100 ألف نسخة، أسس عمله هذا على سيناريو محكم استند أساساً إلى قراءة الماضي بهدف استخلاص بعض الأحكام العامة، التي يمكن عبرها قراءة أحداث المستقبل: «إذا ما أردنا فهم المفاجآت غير العادية، التي قد يخبئها المستقبل يتوجب علينا معرفة أساس ما كان منها في الماضى، ويساعد خاصة في الوعي بالإمكانيات الرائعة للتاريخ».

وهكذا بدأ «أتالي» الكتاب بفصل استعرض فيه القصة الموجزة للماضي منذ الأزمان السحيقة، عصور البداوة والتوحش، ثم زمن الإمبراطوريات «الصين، ومصر، وبابل»، الذي ساعد على ظهور مجتمعات صغيرة وهامشية وجديدة، ثم قدم قصة موجزة أخرى، لكن عن الرأسمالية هذه المرة، التي من خلال قراءة الكتاب، يتأكد أنه يعتبرها المرجع الأساسي لفهم التاريخ.

فالنظام التجاري عند «أتالي» هو كلمة السر في صعود وانهيار الإمبراطوريات والممالك، وهو مرتبط أساساً بقيم الفردية، وانتصار مفاهيم الحرية الإنسانية.

ويقف الكاتب خلال رحلته في الماضى عند النموذج اليوناني العبري، ثم يشير إلى مقدم المسيحية، ومن بعدها الإسلام، ثم يستعرض كيف آلت السلطة إلى أوروبا المسيحية، وساد فيه النظام التجاري الأثير عند المؤلف فثبتت النخبة التجارية مركزها، ونظمت حرية التجوال والإبداع والنقل والمعرفة، وتكوين الثروات، وانتصرت الحرية السياسية والتجارية «في الحيز الخاص، صارت حرية كل الأفراد تحددها فقط ملكيته، وفي الحيز العام صارت الحرية تكمن في القرار الجماعي للآخرين، والكل مقتنع بأن تزامنية قراراتهم الحرة تؤدي إلى أقصى درجة من الرضا الجماعي».

من هنا قدم الكاتب مفهومه حول المركز أو القلب: يحدث تراكم لرأس المال في مدينة «قلب» تصبح مركزاً للرأسمالية، وتنظمها على أساس المنافسة، ووفقاً لقواعد الديمقراطية لذا هناك دوماً صلة بين السوق والديمقراطية والعنف، وحول هذا المركز «القلب» هناك وسط يتكون من المنافسين القدامى والجدد. وتشكل بقية العالم الطرف الخارجي المحكوم بالنظم الداخلية، والذي يبيع مواده الأولية، والأيدي العاملة للمركز القلب.
المدينة «القلب» هي من يتحكم إذن في كل شيء: تحديد السعر، وتراكم الأرباح، والتحكم في الأجور، ونشر الجيش، وتمويل المكتشفين، وتطوير الفكر الذى يؤمن سلطتها، السيطرة على الطاقة وطرق الاتصالات، ويرى الكاتب أن النموذج التجارى عرف حتى اليوم تسعة أشكال من المدينة المركز أو القلب هى بروج، البندقية، أنفرس، جنوى، أمستردام، لندن، بوسطن، نيويورك، لوس أنجلوس.

ولكي نكتشف قوانين المستقبل يقول لنا «أتالي»، لابد أولاً أن نفهم طبيعة وأدوار هذه المدن، وقد شرحها سريعاً وتوقف عند الشكل التاسع منها بالتفصيل، وتمثله لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا، وهو الشكل الذى يعيش العالم فيه الآن، ففي هذه المدينة شهد العالم كل التطور التقنى الأبرز، والتراكم المالي الذي لم نشهد مثيلاً له من قبل، ورغم ذلك يعلن أتالى عن قرب نهاية هذا الشكل لما يعانيه من تناقضات داخلية خطيرة «ديون، عدم المساواة الفجوات بين الأثرياء والفقراء، ازدياد العنف»: الشكل التاسع سوف يزول، وسيبزغ شكل عاشر مع تقلبات جديدة، جغرافية وسياسية واقتصادية وتكنولوجية وثقافية مع مركز «قلب» جديد ومهزومين جدد.

المصدر: المصرى اليوم | ايمن عبدالهادى

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على قصة موجزة عن المستقبل.. العالم عام 2050 (عرض كتاب)

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
48434

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة