الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

أخبار الأدب والثقافةأدب وثقافة › عبد الرحمن أبو حيمد.. الباحث عن «نساء في مهب الريح»

صورة الخبر: عبد الرحمن أبو حميد
عبد الرحمن أبو حميد

في حين يشدد على أنه لا يعد نفسه أديبا ومثقفا، فإن السيرة الذاتية للشيخ عبد الرحمن بن إبراهيم أبو حيمد حافلة بالكثير من المنجزات الثقافية والفكرية، بينها أربعة مؤلفات، ومقالات أدبية وإدارية ومالية، ودراسات، بالإضافة لحضوره اللافت في الأعمال التي أوكلت له خاصة في الحرس الوطني عندما كان وكيلا لهذا الجهاز لمدة عشرين عاما، وقبلها مدير عام التدريب في معهد الإدارة وعضو تحرير عدد من المجلات المتخصصة، وعضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض ومشرفا عاما عليها، وعضوا في مجلس الشورى، وقد منحه الملك فهد بن عبد العزيز عام 1984م ميدالية الاستحقاق من الدرجة الثانية.

ويعد الشيخ عبد الرحمن بن إبراهيم أبو حيمد الذي يحمل شهادة الماجستير في إدارة الأعمال قبل نحو أربعين عاما، شاهدا على التطور الإداري في بلاده، وعلى على النقلة الحضارية الكبرى التي شهدها قطاع الحرس الوطني الذي عمل به لمدة أربعة وعشرين عاما إلى أن وصل إلى منصب وكيل هذا الجهاز، وبعد تقاعده عن العمل الحكومي أسدل الستار على خدمة لامست الأربعين عاما، تخللها العمل في المجال الخيري والتطوعي وعضوية المؤسسات الخيرية ذات النفع العام، ومع كل هذا كان لأبي أحمد حضور في الجانب الثقافي والإعلامي، فقد كتب المقالة العلمية والصحافية وقدم للمكتبة السعودية مؤلفات أربعة: كتاب «الإدارة العامة وتطبيقاتها في السعودية»، ورواية «نساء في مهب الريح»، وكتابه الثري «خذ التقاعد وابدأ الحياة»، كما دخل مجال الشعر عبر ديوانه «فيض الخاطر»، ومع هذا الحضور المتعدد لم ينقطع أبو حيمد عن هواياته المحببة والتي منها: رياضة المشي والسباحة ولعبة الإسكواش والسفر، لكن تبقى القراءة والكتابة وقرض الشعر على رأس اهتماماته وهواياته.

ويشدد أبو حيمد على أهمية أن نقدم أنفسنا للغرب وللعالم الخارجي من خلال الولوج إلى عالمهم عبر القنوات الإعلامية العالمية وباللغات والأساليب التي يفهمها العالم الخارجي، علينا أن نوجد في وسائلهم الإعلامية المرئية والمقروءة والمذاعة بصفة دائمة، وليس في مناسبات وكرد فعل، علينا أن نقدم لهم ما هو في ديننا وأسسه وقيمه ومثله، وما هي الأمور المشتركة بين الإسلام وبين الديانات السماوية الأخرى، من نحن وما هي مثلنا وقيمنا وتاريخنا؟ ما مساهماتنا في الحضارة العالمية أمس واليوم وغدا؟ علينا أن نتابع ما ينشر عنا ونرد عليه بأسلوب علمي وعاقل ورزين، يجب ألا نترك لأعدائنا العقائديين والسياسيين الساحة يمرحون فيها ويسرحون كيفما شاءوا، يجب ألا نتركهم يعطون الصورة والمعلومة الخاطئة عنا.

في كتابه «الإدارة العامة وتطبيقاتها في المملكة العربية السعودية» الذي أنجزه قبل ست سنوات يرصد عبد الرحمن إبراهيم أبو حيمد واقع كل عنصر من عناصر الإدارة في بلاده مستفيدا من دراسته لعلم وفن الإدارة في كلية التجارة بجامعة الملك سعود وفي الولايات المتحدة الأميركية، رابطا ذلك بخبرة طويلة في الإدارة العامة التي بدأت في وزارة التجارة والصناعة، ثم باحثا في معهد الإدارة العامة مع خبراء مؤسسة «فورد» للإصلاح الإداري، ومدربا في معهد الإدارة العامة ثم مساعدا لمدير عام البرامج في المعهد، ثم وكيلا للحرس الوطني للشؤون الفنية، ثم وكيلا للحرس الوطني، وأخيرا عضوا في مجلس الشورى.

وفي رواية «نساء في مهب الريح» التي صدرت عام 2004، كشف عن امتلاكه أدوات القصة بعد أن ارتقى فيها إلى مستوى فني جيد، وأجاد فيها تصوير المجتمع العربي من الناحية الاجتماعية والاقتصادية ووقف ولو قليلا عند الناحية السياسية، والعلم وأثره في تربية النفوس، والأخلاق وأثرها في رفعة الوطن، متدرجا من جيل أول النهضة، متمشيا مع التقدم شيئا فشيئا، واعتبر الناشر أن المؤلف حبك أحداثها حبكا موفقا.. أعطى صورة للأوضاع الاجتماعية والعادات والتقاليد، وانتقال الجيل من حياة الفقر والحاجة إلى حياة البذخ والغنى وسيارات «الكاديلاك»، ولم ينس المؤلف الكلام عن المرأة في كل أحداث الرواية، واقفا إلى جانبها مناصرا، معتبرا إياها نصف المجتمع، من دونها يكون المجتمع أشل وأعرج، لقد كان المؤلف عالما بأسلوب القصة علم الناقد العارف سار في روايته سيرها الطبيعي، رسم أشخاصها رسما دقيقا، ومشى بالأحداث من المقدمة إلى العقدة فالحل ممسكا بالقارئ مالكا عليه إحساسه بلغة بسيطة لا تعقيد فيها ولا تقصير.

أما كتابه اللافت «خذ التقاعد وابدأ الحياة» فقد قدم فيه رؤى عن مرحلة التقاعد وماذا يجب أن يفعل المتقاعد ويستغل وقته وفراغه وينظم حياته، والاستمتاع. وفي الشعر، له «فيض الخاطر» الذي احتوى على 100 قصيدة تميزت بواقعية تلقائية، متنقلا في دوحة من الأغراض التي تصور ما يحس به تجاه منظومة من المرائي التي تعتمل في ذاته، ويترجم بأسلوبه الشعري ما تثيره الحياة في نفسه من كوامن الإبداع، إنه يطلق شاعريته في كل اتجاه، وفي عاطفة جياشة، مفعمة بالمحبة الحاضنة لإحساسات الإنسان المتشبث بتراثه الديني والاجتماعي والوطني، المبحر في سفينة الشوق إلى كل ما هو نبيل، وجميل، وأخاذ كما عبر عن ذلك ناشر الديوان دار عالم الكتب بالرياض.

ولد عبد الرحمن بن إبراهيم أبو حيمد عام 1937 في عودة سدير شمال غربي الرياض، وفي بلدته تعلم فيها حتى حصوله على الشهادة الابتدائية، لينتقل إلى الرياض ويدرس المراحل المتوسطة والثانوية والجامعية ويحصل على البكالوريوس في إدارة الأعمال والمحاسبة من جامعة الملك سعود عام 1971م، ثم الماجستير في نفس التخصص من جامعة الولايات المتحدة الأميركية عام 1974م.
كتب أبو حيمد عن نظام الحاسبات الآلية، ومسؤولية المراقب تجاه اكتشاف غش الإدارة، وأوضاع المحاسبة القانونية في السعودية، وسلط الضوء على المشاريع الكبرى في الحرس الوطني، وكتب عن تطور الأجهزة الحكومية في بلاده، كما تناول موضوع الشرق الأوسط والمخرج من المأزق، كما بحث في موضوع عواصف أسعار النفط، وانتفاضة الأرض المحتلة والانطلاقة الجدية نحو التحرير، كما تناول موضوع بداية مرحلة جديدة من مراحل الشورى في السعودية.

وعلى مدى عقود أربعة نشر أبو حيمد عشرات المقالات ما بين مقالات متخصصة في دوريات أكاديمية ومقالات متنوعة في المجلات الأسبوعية والشهرية أو الفصلية، كما أنه له نتاج منتظم الصدور ومتنوع الأغراض في الصحف اليومية، ويعد صاحب شهادة وطنية وهو ما دفع البعض إلى التأليف عنه، حيث جمع الباحث يوسف بن محمد العتيق مقالات وحوارات أبو حيمد في كتاب حمل عنوان: «من محبرة الوطن أكتب إليكم» وقال عنه: «كاتب هذه المقالات والمحلق في سماء الحوارات والتصريحات صاحب تجربة ثرية، ومحطات مهمة في الحياة، فقد جمع في فترة مبكرة من عمره النهل في جامعة الحياة، بالإضافة إلى دراسة وتحصيل عبر الرواق الأكاديمي، فكان من أثر ذلك تسنمه لمواقع مهمة ثم قيادية في بلاده، وهو صاحب ثقافة إدارية وعلمية عالية أنتجت هذه المواد المتناثرة والمتنوعة في كثير من حقول العلم والمعرفة ومحطات الحياة وتجارب السنين».

وإلى جانب عضويته في مجلس إدارة الملك عبد العزيز بالرياض وإشرافه عليها قبل سبعة عشر عاما فإن الشيخ أبو حيمد هو عضو أيضا لمجلس إدارة مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية في المغرب، التي أسسها ورعاها الملك عبد الله، حيث تعمل المؤسسة مع شقيقتها في الرياض، على أثر المعرفة، وأنجزت حضورا لافتا في بلاد المغرب العربي مثلما أنجزت شقيقتها في الرياض الحضور ذاته.

ويعتبر أبو حيمد أن الصحراء بالنسبة لنا تعني الأرض والوطن ومواجهة الصعاب، وتحقيق المستحيل، وفي ذات الوقت تعني انعدام الحدود والحواجز، جبالها الشامخة تعني القوة والصمود، وأوديتها وسهولها ورمالها تعني الهدوء والسكينة والحياة، والصحراء بالنسبة لنا أيضا تعني التحدي بين الإنسان والعوامل المحيطة به، لافتا إلى أن «اكتشاف البترول أسهم في إنعاش الاقتصاد العالمي، لكنه آثار حسدا في نفوس الكثيرين، صار العالم ينعتنا بتلك الثروة، ومعه تغيرت التسمية من صاحب الخيمة والجمل إلى صاحب بئر أو آبار البترول، وهي تسمية لا تخلو من تندر.

نستطيع أن ننظر إلى البترول كطاقة نملكها. أهدتنا إياها الإرادة الإلهية ولنا الحق في استغلالها كيف نشاء وبيعها لمن نشاء وبالسعر الذي نستطيع الحصول عليه شانها في ذلك شأن أي مادة أخرى، مثل الآلات والمعدات والقمح والأسلحة التي تتحكم في بيعها وأسعارها الدول المنتجة، لقد آمنا بتملكنا للطاقة، وفي نفس الوقت آمنا بأهميتها للاقتصاد العالمي، وللحضارة العالمية فرفضنا أن نبيع بأعلى الأسعار وقبلنا بسعر معقول».

وتبنى أبو حيمد طرح مشروع يختص باستغلال الطاقة الشمسية في بلاده، معتبرا أن السعودية هي الدولة الأولى المؤهلة لهذا المشروع نظرا لوجود طاقة شمسية متجددة وقادرة على توليد الطاقة والحرارة، وفي أكثر أيام السنة ولأنها تنفق حاليا ومستقبلا مليارات الريالات على إنتاج الطاقة الكهربائية عن طريق المولدات، واستخدام النفط أو الغاز، وهما مادتان ناضبتان، والمملكة لا تحتاج فقط إلى الكهرباء، لكنها تحتاج إلى تحلية مياه البحر للشرب والاستعمال البشري، وهما جانبان مكلفان جدا، بل إن الطبيعة الجغرافية للسعودية تجعل التنمية فيها مكلفة للغاية.

ويشدد أبو حيمد على أن الصحافة وسيلة إعلامية تحمل الغث والسمين، تحاول أن تساير ركب وسائل المعلومات الأخرى تأتي في الوسط وتكاد تحال إلى المؤخرة، لذا فعليها أن تبذل جهدا كبيرا وتحول وتغير من اهتماماتها لكي تحافظ على مكانتها، كما اعتبر أن السياحة الداخلية في بلاده مجال اقتصادي جديد يأمل منه الجميع أن يعيد بعض الأموال المهاجرة، وأن يبقي في الداخل الأموال التي تنفق سنويا بالخارج، فيوظف بها عدد من الأيدي الوطنية، معتبرا أن جهاز الحرس الوطني الذي عمل به نحو ربع قرن يعتبر مؤسسة عسكرية أمنية حضارية قاد نقلتها الملك عبد الله بن عبد العزيز، وأن الحرس الوطني هو سيف الوطن المسلول ومنجز عبد الله بن عبد العزيز العسكري والثقافي.

المصدر: الشرق الاوسط | بدر الخريف

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على عبد الرحمن أبو حيمد.. الباحث عن «نساء في مهب الريح»

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
56208

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة