الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

أخبار الأدب والثقافةأدب وثقافة › خبير بلاغة : مرسي وشفيق تورطا في حرب التشويه .. وأنظمة قوية تقف خلفهما

صورة الخبر: مرسى و شفيق
مرسى و شفيق

حلل الدكتور عماد عبد اللطيف أستاذ تحليل الخطاب بجامعة القاهرة الخطاب السياسي للدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق مرشحا الرئاسة في فترة الدعاية الانتخابية بأنه مشهد حرب كلامية شاملة؛ حيث أن المرشحين كانا في حالة قصف خطابي متبادل على كافة الأصعدة، في الشوارع والبرامج التليفزيونية، وفضاء الإنترنت، وعلى صفحات الصحف والمجلات.

واوضح عبد اللطيف أن كلا منهما كان يستخدم كل الأسلحة المشروعة من أساليب إقناع عقلي وتأثير نفسي وتقديم صورة إيجابية لنفسه، ونثر الوعود الانتخابية الجماعية أو الفئوية. لكن الطرفين يستخدمان أيضًا أسلحة خطابية غير مشروعة مثل الإشاعات والأكاذيب وتشويه شخصية الخصم.

وأشار د. عبد اللطيف إلى أن مرسي وشفيق كانا يستخدمان ما يُعرف بالانتقاد المفتوح "overt polemic"؛ فكل مرشح كان يهاجم مباشرة وبصراحة المرشح الآخر، دون اللجوء إلى الانتقاد الخفي الذي يقوم على أسلوب التلميح أو الإيحاء. كما تبادلا الاتهامات حول المسئولية عن نفس القضايا. ففي حين درج الإخوان والثوار على تحميل الفريق شفيق مأساة أحداث موقعة الجمل، كان رد الفعل هو اتهام الفريق شفيق للإخوان بالمسئولية عنها.

ورأى د. عماد أن كل مرشح لا يمثل نفسه؛ فكل منهما يحمل على عاتقه عبء التاريخ، فالدكتور مرسي يحمل عبء تاريخ جماعة الأخوان، وهو تاريخ مثير للجدل، خاصة في الفترة الانتقالية التي وقعت فيها الجماعة في عدد من الأخطاء الاستراتيجية، جعلتها غرضًا سهلا للتصويب الكلامي. وفي المقابل فإن الفريق أحمد شفيق يحمل عبء تاريخ شديد الفداحة هو فترة حكم الرئيس السابق مبارك، بكل الخطايا التي ارتُكبت في حق الشعب أثناءها. وهو تاريخ لا يمكن في الحقيقة الدفاع عنه، ولا يمكن أيضًا التملص التام منه.

ولعلك تلاحظ أن معظم النقد الذي يوجهه كل مرشح للآخر، موجه بالأساس إلى تاريخ الجماعة أو النظام الذي ينتمي إليه.

وقال د. عماد أن هناك انعكاسا مباشرا لهذه الحرب يظهر في تبني كل منهما لخطاب دفاعي اتهامي، هدفه الأساسي هو تفنيد الاتهامات الحقيقية أو المزيفة التي توجه له، وتصويب اتهامات مضادة، حقيقية أو مزيفة، لخصمه. وقد أدى هذا للأسف إلى تراجع الحديث عن العناصر الإيجابية الأكثر أهمية أثناء فترة الدعاية مثل عناصر تميز البرنامج الانتخابي لكل منهما، وتصوره لمشكلات الوطن وكيفية معالجتها. كما أن هذه الحرب الكلامية في الحقيقة لم تُضف كثيرًا إلى فرص كلٍّ منهما في اجتذاب الشريحة المرجحة من المصوتين، التي يقصد بها السيد حمدين صباحي. مؤكدا أن هذه الشريحة أصبح جزء كبير منها يميل إلى مقاطعة الانتخابات بسبب هذه الحرب الكلامية التي يتم فيها تشويه كل شيء، وخلط كل الأوراق، فيشعر الشخص بالبلبلة والاضطراب، ويختار حجب صوته أو إفساده للخروج من هذه الحالة. وبذلك فإن الطرفين يُنفذان ما يُعرف بأسلوب تسميم البئر الشائع في الخطاب السياسي، فيفقد كليهما القدرة على اجتذاب الشريحة المحايدة من المصوتين، وتضيع منهما معًا.

واكد د. عماد أن هناك فرقا محدودا في خطاب كلٍّ من الفريق شفيق والدكتور مرسي في انتخابات الإعادة عنه في الانتخابات التمهيدي، ربما كان أهم ملامحه بالنسبة للفريق شفيق هو اتجاهه إلى القراءة من نص معد سلفًا في بعض مؤتمراته الصحفية، وخطاب المصالحة الذي ردده في أول خطبه بعد النتيجة التمهيدية. وبالنسبة للدكتور مرسي فإن هناك تراجعًا ملحوظًا في درجة استخدامه للمفردات والتعبيرات الدينية، كما أن مهاراته كمحاور في اللقاءات التليفزيونية تطورت كثيرًا بالقياس إلى الانتخابات التمهيدية، خاصة ذكاءه المتزايد في التعامل مع الأسئلة الحرجة.
ورأى د. عماد أن هذا التغيير سوف يكون مؤثرًا ولكن ليس بدرجة حاسمة. فلابد من تذكر حقيقة أن الفريق شفيق والدكتور مرسي، كانا من بين أقل المرشحين البارزين في الانتخابات التمهيدية، تمتعًا بالقدرات الإقناعية والتأثيرية. خاصة إذا قارناهما بشخصيات كاريزمية مثل السيد عمرو موسى والسيد حمدين صباحي والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والمستشار محمد سليم العوا. وتغلب الدكتور مرسي والفريق شفيق على بقية المرشحين المتمتعين بسحر الشخصية، والقدرات التواصلية العالية، يضعنا أمام حقيقة مهمة، وهي أن قوة التنظيم الذي يساند المرشح قد تكون أكثر تأثيرًا من سحر شخصية المرشح ذاته. فجماعة الأخوان المسلمين من ناحية، وبقايا النظام القديم ممثلا في تحالف الحزب الوطني المنحل وبعض رجال الأعمال بدعم من بعض العناصر الأمنية من ناحية أخرى استطاعا ضمان دخول مرشحيهما إلى جولة الإعادة على حساب مرشحين مستقلين أو شبه مستقلين أكثر كاريزمية. وأظن أن قوة التنظيم والحشد سوف تكون أكثر تأثيرًا من الخطاب الفردي لكلا المرشحين، خاصة ونحن نشاهد حالة استقطاب كبيرة بين المصريين، وقد اكتملت النواة الصلبة المؤيدة لكلٍّ منهما، ومن المحتمل أن تميل الفئة غير المؤيدة لأيٍّ منهما إلى المقاطعة كحل مريح.

وقال د. عماد: سوف يكون التحدي كبيرًا بعد الانتخابات أمام الفائز والخاسر، وأظن أن الفائز سوف يحاول تقديم خطاب مصالحة يطوي ذكرى الحرب الكلامية، ويقلل من تأثيرها في طريقة إدراك كل طرف للآخر، فنحن في الحقيقة لا نتعامل مع مرشحين أفراد، بل مع ممثلين لكيانات شديدة الضخامة، من مصلحة كل منها الوصول إلى مواءمات سياسية ناجحة، تضمن لها المحافظة على هيكلها سليمًا، ولا يمكن أن يتحقق هذا بدون خطب تصالحي تضامني. لكنني أتوقع أن يتم تصعيد هذه الحرب الكلامية، في حال طعن أحد الطرفين على الانتخابات بالتزوير، وتمسكه بهذا الطعن.

المصدر: محيط | رهام محمود

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على خبير بلاغة : مرسي وشفيق تورطا في حرب التشويه .. وأنظمة قوية تقف خلفهما

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
96999

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة