كتاب جديد عن "برنارد رايس" الأب المجهول للجرافيك المصرى"

صدر عن دار هلا للنشر والتوزيع كتاب برنارد رايس الأب المجهول للجرافيك المصرى، للمؤلف الدكتور ياسر منجى.

الكتاب يقع فى 304 صفحات من القطع المتوسط، متضمناً قسماً خاصاً يحتوى على مجموعة من الصور الفوتوغرافية النادرة وصوراً لأعمال فنية، بلغ مجموعها ثمانية وثمانين صورة، من بينها خمس وأربعون صورة تُنشَر للمرة الأولى، بالإضافة إلى تضمن الكتاب كشف النقاب عن السيرة المجهولة للفنان الإنجليزى "برنارد رايس"، أحد أهم الأساتذة الأوائل وهو مؤسس قسم الحفر أو "الجرافيك" فى "مدرسة الفنون الجميلة العليا".

يقول المؤلف، إن برنارد رايس هو واحد من فنانى بريطانيا المؤثّرين فى تطور الطباعة الفنية البارزة خلال النصف الأول من القرن العشرين، حيث كان له الفضل فى ترميم بعض الآثار المصرية ، إضافة لنشاطه السياسى المهم داخل مصر خلال الحرب العالمية الثانية، ودوره التاريخى فى استكمال معالم مدرسة الفنون الجميلة القاهرية، وتعليم أبرز رواد فن الجرافيك المصريين من الجيل الأول، وفى مقدمتهم: "نحميا سعد" و"عبد الله جوهر".

ويستعرض الكتاب أهمية هذا الفنان الرائد الذى برز فى مجالات شتى، ويعرض للتجاهل الكبير لسيرته فى مصر وخاصة بين صفوف فنانى الجرافيك والباحثين فى شأنه طوال فترة زمنية امتدت حوالى خمسة وستين عاماً ظل فيها "رايس" مجهولاً تماماً فى مصر منذ رحيله عنها إلى إنجلترا عام 1948، إلى أن صدر هذا الكتاب ليعيد إليه بعضاً من التقدير الذى يستحقه.

يذكر المؤلف أنه استعان فى استكمال مادة الكتاب بعدد من المصادر الفنية والوثائقية الأصلية، من بينها وثائق محفوظة فى أرشيف "جامعة جلاسجو"، وبيانات وصور أعمال من محفوظات "المجلس الثقافى البريطانى"، وبيانات من أرشيف "المتحف البريطانى"، وصور أعمال من مقتنيات الحفار الإنجليزى المعاصر "جوردون كلارك"، وصور من مجموعة "جوناثان بلوند" الجرافيكية، وبيانات وصور من سجلات صالة "كريستى" للمزادات بلندن، وقد تجمّع من حصيلة ذلك كثيرٌ من المواد العلمية القيّمة والصور النادرة، التى توثق بعض أهم أعمال "رايس" وأحداث حياته.

ويشير الكتاب إلى أن "برنارد رايس"، ذلك الحفار الإنجليزى المعلم، الذى تُجمع كافة المصادر الخاصة بتاريخ فن الجرافيك المصرى على كونه الرجل الذى أسس قسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة فيما بين عامى 1933 و1934 لا يوجد نصوص موثقة تؤرخ للفترة التى عاشها هذا الرجل فى مصر خلال قيامه بمهمته التاريخية، ولا وجود لنماذج من أعماله بل ولا حتى صور لها نستطيع منها تكوين فكرة عن أسلوبه الفنى أو اتجاهه، ليظل كل ما نعرفه عن "رايس" هو أنه ذلك الرجل الإنجليزى (المجهول)، الذى ظهر فى كلية الفنون القاهرية "فجأة" لينشئ فيها قسماً إضافياً ليخلق مجالاً جديداً من مجالات الفن فى مصر ويؤسس من خلاله جيلاً من الحفارين الأقوياء.

يتطرق الكتاب إلى بعض الجوانب المجهولة فى علاقة "رايس" بالتاريخ الثقافى والسياسى لمصر ومنها دوره فى الكشف التاريخى عن بعض المقابر المصرية القديمة وترميم كنوزها، ودوره بين صفوف النشطاء السياسيين الإنجليز على أرض مصر فى أثناء الحرب العالمية الثانية، وبخاصة فى الصراع الذى دار بين عملاء النازية وخلايا الشيوعيين من أنصار "تروتسكى".الجدير بالذكر أن مؤلف الكتاب الدكتور ياسر منجى من مواليد عام 1972. حصل على بكالوريوس الفنون الجميلة فى تخصص الجرافيك بشعبة التصميم المطبوع، من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1996 وماجستير التخصص عام 2003 عن رسالة بعنوان "المعالجة الفنية لفكرة الموت فى أعمال الحفر والطباعة"، ودكتوراه الفلسفة فى التخصص عام 2006 عن رسالة بعنوان "المعالجة الجرافيكية لفكرة الشيطان ورموز قوى الشر الغيبية"، ويعمل مدرساً بقسم الجرافيك فى كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، بالإضافة إلى حصوله على عدة جوائز فنية وبحثية ومنها الجائزة الأولى على مستوى نقاد الوطن العربى "جائزة الشارقة للبحث النقدى التشكيلى " 2009"، والجائزة الثالثة "جائزة الشارقة للبحث النقدى التشكيلى "2008، والجائزة الكبرى فى صالون الشباب العاشر 1998.

المصدر: هبة مصطفى -اليوم السابع