استهل الكاتب السياسى أحمد المسلمانى كتابه "مصر الكبرى" بتنويه عن الأوضاع السياسية المصرية فى فترة الثمانينيات، حين أبصرت عيناه، ذلك البعد الآخر من الحالة العامة فى مصر آنذاك، حينما سقط الرئيس السادات بطل حرب أكتوبر، الذى وصفه بـ"المؤمن"، على يد ضباطه الذين قادهم إلى النصر وقادوه هم إلى القبر، وحالة الشماتة العامة غير المبررة فى قتل السادات.
ولفت كتاب "مصر الكبرى" إلى حالة اليأس العامة التى تحلت بها النخبة المنهزمة التى سلمت قطعيًا بخرافة "إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات"، وتعامل المثقفين قبل العامة معها على أنها حقيقة ستقع فى عام 2007م، والتى أصل لها كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون" الذى يقوم على خرافات مؤلفى الكتاب الذين يسوق لهم على أنهم مجموعة من الآلهة تحكم العالم، صانعة بتخاريفها جغرافيا المستحيل التى لم تكن تصمد كثيرًا فى غير عقول النخبة اليائسة.
وخاطب "المسلمانى" "الأنا المصرى" فى كتابه مطالبًا إياه بألا يتواضع أمام الآخرين أكثر من اللازم، حتى تتحقق أولى خطوات الإصلاح الحضارى، وأن تواضع "الأنا" عند المصريين قلل من التطلع الخيالى وهبط بمستوى أحلامهم، منتقدًا السلوك النقدى للذات المصرية الزائد عن الحد فى كتابات جمال حمدان وإبراهيم عيسى والشيخ الشعراوى بسجدته فى هزيمة 67 التى اعتبرها السبب فى إسقاط سماء أحلام المصريين فوق رؤسهم، وإمعانهم طواعية بالنظر تحت أقدامهم من أرض واطئة إلى عالم عالٍ وشعوب أعلى منهم.
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!