الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

أخبار الأدب والثقافةإصدارات وكتب أدبية › "حالة المصرى.. بواقى بشـر وحيـاة" ديوان لهيثم دبور

صورة الخبر: الغلاف
الغلاف

صدر مؤخرًا عن الدار المصرية اللبنانية، ديوان بعنوان "حالة المصرى.. بشر وبواقى حياة" للشاعر هيثم دبُّور، يقع الديوان فى 180 صفحة من القطع المتوسط، ويتضمن 72 قصيدة، متراوحة بين الطول والقصر، القصائد كلها مصاحبة بخطوط ولوحات الفنان محمد عبد العال غنيم، الذى صمم أيضًا الغلاف الخارجى للكتاب.

تشكِّل القصائد واللوحات المصاحبة لها، حالة فنية متكاملة، فليست اللوحة ترجمة حرفية للقصيدة، بل تكاد تكون تفصيلة فنية وشعورية منها، تأخذ منها وتضيف إليها، بحيث لا تستطيع فصل إحداهما عن الأخرى، وهى حالة نادرة من التكامل الفني، بين نوعين فنيين لكل منهما آلياته وآفاقه.

تحمل قصائد الديوان كلها، على تنوعها، مشاعر التوق إلى الحرية، ومحاولة الخروج من اشتراطات الواقع فهى أقرب إلى البوح الإنسانى وفيها شجن بشرى نبيل، يقترب من حدود الوجودى كفلسفة تحرر:
"سيبنى أفضفض
أبدأ أناجى لك همومي
القمر ده كاس مفضض
فاضي..مملي..ثم فاضى
كلها أيام بترحل
وانت راضى"

ذات الشاعر، فى هذا الديوان، كما فى أغلب عمله الشعرى، تندمج فى الحياة، وتراقب ولا تشعر بأنها ساكنة فى برجها العاجى، ترى الناس والواقع والوقائع من علٍ، بل هى مفردة ضمن مفردات هذا الواقع المعاش الضاغط، الفرق بينها، وبين غيرها، هو فى نسبة الوعى بحركة الذات فى اتصالها وانفصالها عن محيطها، فى توقيت الاقتراب ولحظة الابتعاد.

وهو انفصال واتصال يلامس حدود الاغتراب فى مجمل القصائد، ليس الاغتراب العدمي، الذى يصدِّر الذات العليا - بمفهوم علم نفس الفن – بل الاغتراب الواعى بحركة وعجز الفرد فى مواجهة مجتمعه، عجزه عن نيل حريته لارتباطه بواقعه، واشتراطاته، ووعيه بحتمية المصير البشرى:
"ومين حتى قبله
قدر بس ياخد زمانّا وزمانه
ماهى الدنيا سايرة وهتاخد مكانك
كما كان فى مثلك بتاخد مكانه
وكله بأوانه".

إن محاولة تحميل هذا الشعر، بحمولة سياسية مباشرة، تقترب من ابتذاله، لأنه شعر، يقبض بنجاح على مادته الخام من المشاعر والأحاسيس والتناقضات، وتبدل المواقف البشرية، والتماس الدفء بالمشاعر الإنسانية المشتركة، إنه يلتمس السياسة فى الأشياء البسيطة، ويقترب منها كفعل بشرى تنبع خيوطه من احتياجات الإنسان الطبيعية والروحية، لا فى الأفكار الكبرى والنظريات.

تحتل تفاصيل الحياة وتكرارها، ورتابتها حيزًا كبيرًا، من قلق القصائد، وهى رغم عاديتها، وهذه الكآبة المتضمنة فى تواليها دون انقطاع، تشكل مادة للتكامل، تستطيع حساسية الشاعر الموهوب أن تلتقط منها معنى جديدًا للحياة، وفى الحياة، معنى يجعل كل شيء محتملًا، ويكسب العلاقات الإنسانية، مع هذه التفاصيل، دفئًا، يجعل من تجدد الحياة هو الصيرورة الوحيدة، ويحمل نهرها على التجدد دائمًا:
"طبطب عليَّا لو سمحت
أنا أصلى عيِّل لسه نفسه فى طبطبة
شكِّلنى حاجة طيبة
واروينى ساعة الحزن نكتة فى مجلسك
أو قصة حلوة تونِّسك".
حالة المصرى فى هذا الديوان، ليست مشاعر أو وقائع محلية، تقع فى فخ الرصد والتبويب والمعرفة، بل هى مشاعر إنسانية مشتركة، تكتسب معناها العام والإنساني، من وحدة الوجود، ووحدة الإنسان، والشعر فى جوهره، تعبير عن هذا المشترك الإنساني، ومن هنا يأخذ ضرورته وأهميته «فالشعر ضرورة..وآه لو أعرف ذلك» كما قال جان كوكتو، لكنها الضرورة هنا فى حالة المصرى التى تصطدم ببرودة الوقائع والتعاسة والتخلُّف، وهو صراع تجلى فى أغلب قصائد الديوان، لكن روح الفن والشعر تنتصر دائمًا.

الرؤية العامة فى هذا الديوان، تنبع من عين بريئة، رغم وعيها، وكأنها عين طفل، يواجه العالم بدهشته البكر وفطرته، فيكتشف كم التناقضات الكامنة فى تفاصيله، والغاية منها، فجاء أداؤه الشكلى أقرب إلى الدراما فى تعقدها وتشابكها:
«كانت تكيدنى بالكلام والتريقة
كل أمَّا يركبنى الغلط
كانت تقوللى واحنا لسه صغيَّرين
"اشرب بقى"
ضيعت عمرك فى الأمور المهلكات
ومشيت ورا ولاد السكك
اشرب بقى
واوعاك تعضعض فى الصوابع م الندم
هل فيه بكى يعيد اللى فات
الدنيا كاس متزوقة
اشرب بقى".

المصدر: اليوم السابع | بلال رمضان

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على "حالة المصرى.. بواقى بشـر وحيـاة" ديوان لهيثم دبور

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
67933

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الفن والثقافة من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الفن والثفاقة
روابط مميزة